الشباب والواقع الفلسطيني
يتميز المجتمع الفلسطيني بأنه مجتمع سلطوي, طبقي, فئوي, الطبقة الفقيرة منشغلة في تأمين معيشتها ويتميز باتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء, وعدم التوازن في القطاعات الاقتصادية, تحكم مجتمعنا قيم فاسدة كالسلطة الوحدوية, وغياب الديمقراطية الحقيقية,يسود مجتمعنا قيم الأتباع وليس قيم الإبداع ,قيم الشكل وليس الجوهر, قيم الاتكالية وليس قيم الاعتماد على الذات,قيم الرضي بالواقع وليس قيم التمرد على الظلم,فأن مثل هذه العادات تخلق مجتمع ضعيف غير قادر وليس مؤهل لمواجهة المستقبل,وتؤثر تأثير سلبي خاصة على فئة الشباب!!لأن الشباب هم عماد المستقبل, ودائما ما يكون الشباب في مرحلة تطور واكتشاف الذات, فإذا اجتاحوا هذه المرحلة بخطوات سليمة وعلى أسس صحيحة نضمن وجود الديمقراطية البحتة نضمن المجتمع المدني السليم البعيد كل البعد عن الفئوية والطبقية وكل المشاكل المجتمعية, فيجب على فئة الشباب أن تعمل بكل الطاقات الممكنة لكي تصل إلى تحقيق الأهداف وان كانت نسبية, وذلك أفضل مما لو تقاعسنا وحملنا كل العقبات على الإمكانيات المتاحة, فيجب أن تفرض الشباب نفسها ودورها في المجتمع ولو بالقوة والتمرد, لان الشباب كما نعلم أنها تمثل الشريحة الأكبر عددا في المجتمع وتمثل الشريحة الأكثر وعيا وإدراكا للأمور, فبالتالي تستطيع أن تكون الشريحة الأكثر تأثيرا في المجتمع وتكون هي صاحبة القرار, لان الشباب مما لاشك فيه هم أداة التغير الحقيقة في كل المجتمعات, لذلك يجب علينا كشباب أن لا نغيب دورنا وان لا نغيب وجودنا مهما كانت العقبات أمامنا صعبة ومعقدة, لأننا فعلا نستطيع أن نجعل من الصعب سهل ومن المعقد مرن, نستطيع حقا أن ننتزع حقوقنا انتزاع, ومع ذلك لاننكر بان هناك من معوقات كثيرة في المجتمع الفلسطيني تؤثر تأثيرا سلبيا على فئة الشباب......ومنها الوضع السياسي وما رافقة من تغيرات وظروف تاريخية وسياسية أدت في نهاية المطاف إلى انعكاس كل ذلك على الشباب وأرائهم وتطلعاتهم فقد ظن الشباب الفلسطيني أن الحلم قد أصبح في فترات متعددة اقرب إلى الإنجاز ولكن المأساة هي أنها تتالت الهزائم والانكسارات والتي أثرت بدورها على الشباب مما أدى إلى انخراطهم في العمل السياسي والأحزاب المسيسة, بدلا من اللجوء إلى المؤسسات التثقيفية التي تؤهلم من خوض هذه الحياة بشكلها الايجابي, بدلا من المناداة لخلق مجتمع مدني سليم ومستقبل زاهر, أصبحنا منهمكين في وضعنا السياسي وأصبح كل قادة الأحزاب السياسية هي من فئة الشباب ومما لا شك فيه بأن الشباب أيضا هم من شكلو الوقود المحرك لمسيرة الثورة, خاصة في اطر الحركة السياسية على اختلاف تلاوينها الفكرية, فأصبح الشباب غير قادرين في المساهمة كعضو فعال في تنمية المجتمع المحلي لانشغالهم وانخراطهم في العمل السياسي, وأصبحت فئة كبيرة من الشباب تعاني من تحول دون تحقيق أهداف, إذا أصبحوا غير قادرين على مواجهة المستقبل ومواكبتة بالشكل الذي نتمناه بحكمة وتمكن, فغياب الشباب عن دورهم في مرحلة العمل الجاد والبناء الاجتماعي أصبحوا غير قادرين على امتلاك المعارف والمهارات والقدرات الفكرية الذي تؤهلهم لبناء مجتمع سليم خالي من كل أشكال الفساد المجتمعي, لذلك يجب على فئة الشباب أن تدرك كل هذه الأمور وتوازن ما بين العمل السياسي وبناء الذات وبناء القدرات الشبابية لكي تستطيع تحقيق الأهداف المجتمعية المطلوبة في التنمية والتطور, ورسم المستقبل الذي يتم بناءه من خلالهم وليس من خلال ما يحدده الواقع لهم .