الجرادات
من أشهر العشائر في فلسطين والأردن ، وهم فرع في العمرو تلك القبيلة الشهيرة التي حكمت الكرك وبلاده فترة طويلة ، ثم أخنى عليها الدهر فتفرقت أيدي سبأ وما زالت لهم بقية في بلاد الكرك ، إلا أن معظمهم توزع في بلاد جديدة في فلسطين والأردن ، وممن تفرق من أحلافهم الجرادات ، موضوع بحثنا .
وقد ورد ذكر للجرادات في قضاء رام الله ، فقد استقروا في أبو فلاح ، وسميت الخربة بهم (خربة الجردة) .
وقد نزل الجرادات فلسطين في نهاية القرن الحادي عشر الهجري قادمين من منطقة الكرك ، وما زال لهم أعقاب في قرية (دمنة) إحدى قرى الكرك :
وقد قيل في الجرادات الموجودين في العمرو:
1- الجرادات قسم من الثبيتات (ابن ثبيت) إحدى عشائر العمرو .(1)
ويقول العبادي :
ومنهم ، أي من العمرو ، الجرادات في بشرى وسال من اربد ومنهم الجرادات في فلسطين .(2)
ويقول :
والجرادات بفرعيهم العودات والنواصرة يسكنون دمنة إحدى قرى الكرك .(3)
2- يقول السيد هايل عبد الله العمرو :
الجرادات أحد فروع الزواملة من العمرو من بني عقبة .(4)
وقد أورد الدكتور العبادي الزاملة كقسم من أقسام ابن ياسر إحدى عشائر العمرو .
3- ويقول الأستاذ إحسان النمر :
العبابنة والجرادات جاءوا من الحجاز ونزلوا بالكرك منضمين إلى العمرو ، وقيل إنهم منهم .(5)
وهذا يدل على حلف قائم بينهم وليس نسباً. فقد جاءوا الكرك لاحقاً نازلين على العمرو،ومنضمين إليهم.
4- يقول النمر :
أجلى الأمير يوسف النمر الجرادات أكبر عشائر العمرو إلى جبل الخليل وجبل نابلس عام 1081هـ/ 1670م .(6)
قلت : الجرادات نزل قسم منهم بلدة سعير/الخليل واستقر فيها وقسم نزل بيت نتيف وارتحل منها إلى جبل نابلس وقسم نزل قضاء رام الله واستقر في بلدة خربة أبو فلاح .
أنزل الأمير يوسف النمر الجرادات في جبل نابلس في بيت سلوم ملكه الخاص ، فأخرجهم العتوم منها ، فنزلوا كفر الديك ، فأخرجهم الأجلق منها ، فنزلوا عين الصورتين جوار تِل .
قلت : بيت سلوم تقع اليوم للشمال الشرقي من بلدة كفر قدوم والصورتين أو عين الصورتين أو خربة الصورتين تقع في شمال (تل) قضاء نابلس .
وفي سنة 1139 هـ / 1726 م استنجد الجرادات بالجبارات فباغتوا الأجلق والعتوم وقضوا على سلطتهم .(7)
بعد هذه الوقائع حكم عليهم شيوخ البلاد مفرقين ، فنزل قسم منهم نابلس ، وقسم آخر إلى دير الغصون ، والقسم الأكبر إلى السيلة الحارثية قضاء جنين ، ومنها انتشروا في قرى القضاء .(
5- أما الرّحّالة oppenheim ( أوبنهايم ) فقد أورد الجرادات كقسم من أقسام العمرو ، ولكنه ضمهم إلى الشلايخة ، وعدّ شيخهم من الآخرين ، وقال إنهم من القشعم .(9)
وعدهم موزل أحد أقسام الثبيتات .(10)
واعتبر الأستاذ علي نصوح الطاهر ابن جراد شيخ الجرادات أميرا من أمراء العمرو .
واعتبر الجرادات من بني المنتفق من عقيل من عامر بن صعصعة من هوازن .(11)
والمعلوم لمن يدرك الأنساب أنّ أمراء العمرو ليس فيهم ابن جراد،وهذا يدل على أنهم ليسوا منهم في قربى.
وقد أجلاهم عبد الله باشا عام 1082 هـ إلى فلسطين ، وفرقهم ثلاث فرق :
قسم في سعير / الخليل وانتقلت أسرة منهم إلى قرية جولس (آل النقلة) .
وقسمان في أراضي بيت سلوم التابعة للعتوم والأجلق طلب منهم العتوم الرحيل ، فارتحلوا إلى كفر الديك ، فطلب منهم شيخها والأجلق الرحيل ، فارتحلوا إلى أراضي الصورتين ، وعرفوا بعد ذلك بالصورة .
وقد قام الجرادات بعد ذلك بالفتك بالعتوم والأجلق ، وتشرد سكان كفر الديك .
حدثت فتنة كبيرة نتيجة ذلك ، مما أدى إلى الحكم على الجرادات بالجلاء .
سكن قسم منهم مدينة نابلس ، منهم آل عناب وهواش والعبوة وعوكل والبيت ، وآل جرى باشي .(12)
والزيود هم سكان السيلة الحارثية عام 1726م نزل فريق من الجرادات دير الغصون ، وهم الصورة ، ويشكلون 40% من سكان دير الغصون .
ويظهر بان فريقا آخر نزل خربة أبو فلاح .
أما القسم الأكبر من الجرادات فقد نزلوا جبل سعادة قرب جنين ، ودعاهم شيخ الزيود إلى النزول في جواره .(13)
والزيود هم سكان السيلة الحارثية ، جاءوها من عارورة قضاء رام الله .
وكان قد تبعهم الشواهنة وهم من عارورة أيضاً .(14)
وكان من ضمن الجرادات :-
1- البشرة .
2- المقالدة
3- الطحاينة .
نزل الجرادات السيلة ، وبنى شيخهم وهو ياسين بيتاً كبيراً فيها .
ثم خلفه في المشيخة سليمان ، الذي حاول فرض ضرائب على القرى ، وخاصة اليامون ، التي قام أهلها باغتياله .
وخلفه في زعامة العشيرة ولده صالح السليمان وذلك عام 1790 م ، وكان صديقاً للجزار .
وقد اصطدم الجرادات في زمانه مع الصقر وشيخهم عرسان الكايد .(15)
وكان لصالح أخ يدعى ياسين ، ومن أولاد صالح طاهر .
ومن أبناء ياسين السليمان صالح الذي قام بقتلة ابن عمه طاهر . وكانت أملاك صالح الياسين في قرية تعنك .وقد توفي صالح السليمان في سجن عكا من قبل الجزار بسبب وشاية به أنه يساعد آل جرار ( يوسف جرار ) في تمردهم ضد الجزار .(16)
واستلم المشيخة من بعده ابنه الأكبر واكد ،وقد ثار أبناء صالح وإخوته ضد الجزار الذي قام بسجنهم حتى دخول نابليون عام 1799 م .
بعد ذلك حدث خلاف على المشيخة انقسمت العشيرة فيه قسمين :
• واكد ورجاله حلّوا في قرية سولم / الناصرة .
• طاهر ورجاله حلّوا في إكسال . وقد اصطلحوا وعادوا إلى السيلة بعد أن تنازل طاهر لأخية واكد .
ولكن عودتهم لم تكن سهلة إذ منعهم شيخها من دخولها ، ولم يدخلوها إلا بعد قتلهم لأبنه حمزة .(17)
ومن أشهر الجرادات في السيلة ، القائد يوسف أبو درة الجرادات .
6-يقول الدباغ:وتذكر هذه الحمولة أنها تعود بأصلها إلى عشيرة المشاعلة الحجازية،نزل أجدادهم شرقي الأردن ومنها إلى سعير.
وهذا نص صريح على أنهم ليسوا من العمرو.